في مشهد إنساني مفجع، كشفت إحدى موظفات الشركة المصرية للاتصالات عن تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت وفاة زميلها وائل مرزوق، مسؤول إدارة الموارد البشرية، وأحد شهداء حريق سنترال رمسيس، الذي اندلع ظهر الاثنين 7 يوليو، وأسفر عن استشهاد 4 من موظفي الشركة خلال تأدية عملهم.

وقالت الموظفة، في رواية مؤثرة، إنها تلقت نبأ الحريق وحاولت الاتصال بوائل فورًا، لتطمئن عليه، مضيفة:
”سألته: أنت بخير يا أستاذ وائل؟ أنت فين؟ والقطط فين؟”
— في إشارة إلى القطط التي كانا يتشاركان في إطعامها داخل المبنى.
وكان رد وائل صادمًا ومفعمًا بالقلق:.. ”أنا مش شايف حاجة.. لا قطط ولا بشر.. إحنا محبوسين في المكتب، فصلوا الكهرباء، والدخان شديد، وخايفين نتخنق.”
وبصوت متقطع يغلب عليه التعب، تابع وائل قائلاً في المكالمة الأخيرة:
”أعتقد قوات الحماية المدنية وصلت.. بس الدخان جامد.. وكان بيكح بشدة.”
وأضافت زميلته: ”عاودت الاتصال عدة مرات، حتى ردّ بصوت مختنق: لا، مش عارف أخرج… حاولي تقفلي… إحنا كده خلاص.”
ثم سمعت صوت زجاج يتحطم، قبل أن ينقطع الاتصال للأبد.
جنازة وداع شهيد الواجب
أشارت زميلته إلى أن وائل بقي حتى اللحظة الأخيرة محاصرًا في مكتبه بالدور السابع، غير قادر على مغادرة المبنى نتيجة كثافة الأدخنة وانقطاع التيار الكهربائي.
وتُشيّع جنازة الشهيد وائل مرزوق، وزملائه الثلاثة الذين لقوا حتفهم في الحريق، مساء اليوم، في مشهد مهيب يليق بمن بذلوا أرواحهم في ميدان الواجب.
رحم الله وائل مرزوق، وزملاءه، وجعل تضحياتهم نورًا يُضيء طريق السلامة المهنية في كل موقع عمل بمصر.