أثار رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس جدلاً واسعًا بعد تصريحاته التي انتقد فيها تدخل الجيش المصري في المجال الاقتصادي، مطالبًا بضرورة انسحابه من الاستثمار والتركيز على دوره الأساسي في حماية البلاد وأمنها.
وفي لقاء أجراه خلال زيارته لجامعة هارفارد، تساءل ساويرس عن جدوى انخراط الجيش في أنشطة مثل “الجمبري والبسكويت والمياه المعدنية”، في حين تركز جيوش أخرى مثل الجيش التركي على تطوير أسلحتها وتقنياتها العسكرية، مؤكدًا أن هذا التدخل الاقتصادي من قبل الجيش يثير قلق المستثمرين، نظرًا للإعفاءات التي يحصل عليها من الضرائب وأجور العمالة.
“الجيش ماينفعش يشتغل في الجمبري والبسكويت!”
وأضاف ساويرس أن “المنافسة بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي غير عادلة”، مشيرًا إلى أن الشركات التابعة للدولة أو الجيش لا تتحمل أعباء الضرائب والجمارك، ما يجعل الفرص غير متكافئة منذ البداية.
ردود سياسية نارية
تصريحات ساويرس لم تمر مرور الكرام، حيث رد النائب البرلماني مصطفى بكري عبر تدوينة مطولة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، وهاجم فيها ساويرس، واصفًا حديثه بأنه “عيب”، ومؤكدًا أن الجيش هو من أنقذ البلاد، ويحمل شعار “يد تبني ويد تحمل السلاح”.
وأكد بكري أن القوات المسلحة لعبت دورًا حيويًا في التنمية والبناء، وأنها لا تنافس القطاع الخاص بل تتعاون معه، مشيرًا إلى وجود أكثر من 4500 شركة خاصة تعمل إلى جانب الجيش في تنفيذ المشروعات القومية.
وتطرق بكري إلى شركة “أوراسكوم” المملوكة لعائلة ساويرس، قائلًا إنها حصلت وحدها على مشروعات بقيمة 75 مليار جنيه خلال سبع سنوات، محققًة أرباحًا ضخمة، مؤكدًا أن الجيش بدأ في الانسحاب تدريجيًا من المشاريع التي أوكلت إليه.
واتهم بكري ساويرس بتكرار “الإساءة للجيش”، وربط تصريحاته بما أسماه بـ”الحملات الصهيونية والإخوانية”، مطالبًا الجهات المعنية بالتحرك.
دخول علاء مبارك على الخط
من جانبه، دخل علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، على خط الجدل، وهاجم مصطفى بكري، متهمًا إياه بنشر أكاذيب سابقة ضد الرئيس الراحل، وتحديدًا ما ورد في كتابه بشأن “تهريب الأموال إلى إسرائيل”، واصفًا هذا الاتهام بأنه “أكذوبة قذرة”.
وطالب مبارك بمساءلة بكري قانونيًا، متسائلًا: “إلى متى سيترك هذا الشخص بعد قيامه بنشر أخبار كاذبة تعمد بها الإساءة إلى الرئيس مبارك؟”.
ساويرس يوضح موقفه
في محاولة لتهدئة الجدل، نشر ساويرس تدوينات أكد فيها أن تصريحاته جاءت بدافع الحب والتقدير للجيش المصري، معربًا عن أمله في أن يكون الجيش في صدارة الجيوش العالمية. وأضاف أن محاولات تأويل حديثه على أنها إساءة “لن تجدي”، مشددًا على أنه معروف بوطنيته وحبه لمصر وتقديره لجيشها.